أكد الشاب التونسي مروان الخريجي -الذي يدَّعي أنه ابن غير شرعي للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على- أنه لن يهدأ قبل التحقق من نسبه، لافتا إلى أن تشابه الملامح الكبير الذي يجمع بينه وبين زين العابدين وراء تمسكه بإجراء التحاليل المطلوبة.
وأضاف مروان أن مسألة إثبات نسبه وتحليل الــ "دي.إن.إيه" لا يتطلب حضور والده الجيني باعتبار أن الملف الطبي للرئيس المخلوع موجود لدى طبيبه الخاص وبمكاتب وزارة الشؤون الداخلية.
وأشار الشاب التونسي إلى أنه لم يعلم حقيقة كونه ابنا بالتبني للعائلة التي احتضنته إلا عام 2005 فقط، وقال: "حياتي توقفت منذ اكتشافي أنني طفل متبنًّى لعائلة الخريجي، ولن أتنازل عن حقي في معرفة والدي الطبيعيين".
بداية الخيط
وحول ملابسات اكتشاف تلك الحقيقة، أوضح مروان أن طرده من عمله كمدرب سباحة بسفارة الولايات المتحدة في تونس كان الخيط الأول لاكتشاف حقيقة نسبه؛ إذ وقع طرده من عمله بعد أقل من شهر من تاريخ تعيينه دون مبرر إلى طرح علامة استفهام كبرى.
وأكد الشاب التونسي أنه حاول مرارا الاتصال بالسفير الأمريكي ما أدى إلى اتهامه بمحاولة اقتحام سفارة واشنطن، وواجه تهمة الإرهاب، وألزمته الشرطة بعدم التعرض للسفارة مرة ثانية.
وكشف أن أحد الذين حققوا معه في تلك الفترة أي سنة 2005 أبلغه أن عائلة الطرابلسي (أصهار بن علي) وراء منعه من العمل في السفارة الأمريكية، ما دفعه للتساؤل عن سبب تدخل عائلة الطرابلسي في حياته على هذا النحو.وتابع أنه روى الواقعة للأسرة التي تبنته، وكانت المفاجأة الكبرى أن أبلغوه بأنه ليس ابنهم، وأنهم تبنوه منذ أن كان رضيعا، غير أنهم رفضوا تماما الكشف عن أصوله.
وأوضح مروان أن علاقة العمل والمصالح المشتركة التي كانت تربط عمه بالتبني مع شقيق الرئيس المخلوع المنصف بن علي، إضافةً إلى مراقبة البوليس السياسي لتحركاته دعمت فرضية أن والده شخصية عامة ومسوؤل كبير في النظام السياسي التونسي .
وحول مبررات شكه في أن زين العابدين على وجه التحديد هو والده، قال إن الشبه الكبير في الملامح إلى الجانب الحرب التي شنتها ضدي الأجهزة الأمنية حين أقمت دعوى إثبات النسب والتي قادتني إلى مستشفى الأمراض العقلية تؤكد ذلك، رغم أنني لم أذكر اسمه في الدعوى خلال وجوده في الحكم.
وأوضح الشاب التونسي أن قضايا إثبات النسب في القانون التونسي لا تتطلب الكثير من الوقت، ومع ذلك استمرت قضيته قرابة 6 سنوات لم تخلُ من مراقبة البوليس السياسي الذي زج به تسع مرات في مستشفى الأمراض العقلية.
وكشف أن القاضي في أول جلسة لإثبات نسبه قال له: "هل من الضروري أن تعرف من هو والدك.. لماذا تريد فتح علينا أبواب الحرب؟".
وتابع أن قضيته ظلت حبيسة الأدراج لا تتناولها أجهزة الإعلام حتى اندلاع ثورة 14 يناير/كانون الثاني -التي كان أحد أبنائها- حتى استطاع كشف مأساته للرأي العام التونسي، مشيرا إلى أنه يؤلمه كثيرا أن يكون والده مجرما وظالما لشعبه، كما طالب بجلب بن علي ومحاسبته على جميع جرائمه.ومن جهة أخرى، أكد أحمد الباطيني -محامي مروان الخريجي- أن المشكوك في النسب إليه بصفة جدية هو الرئيس السابق بن علي، ودعا مركز حماية الطفولة المعني بالتحقق من إثبات النسب- إلى التحلي بالمصداقية وتحليل الــ" دي.إن.إيه" للأمهات المرجحات لمروان.
شخصية إعلامية
وعن المرأة المشكوك في كونها الوالدة الطبيعية لمروان الخريجي، كشف المحامي التونسي أنه يرجح أن تكون شخصية إعلامية شهيرة كانت ترتبط في النصف الثاني من السبعينيات بعلاقة غرامية مع بن علي الذي كان حينها مديرا للأمن، وذلك حسب شهادة الشهود.
وكشف أنه تلقى مؤخرا مكالمة هاتفة مصدرها دبي حيث كانت على الخط الآخر سيدة هددته في حال استمراره في قضية إثبات نسب مروان، مستبعدا أن تكون ليلى الطرابلسي لأن مسألة ثبوت أبوة بن علي لمروان لم تعد تعنيها في الفترة الحالية بعد ضياع الحكم.
يذكر أن مروان كان قد أقام دعوى قضائية مباشرة بتاريخ 23 فبراير/شباط 2011 ضد كل من والديه بالتبني محرزية العدواني والمختار الخريجي لتبنيهما المدّعي دون حكم إلى جانب الوالد الجيني المشكوك فيه زين العابدين بن علي وكل من سيكشف عنه البحث وذلك لإثبات نسبه إلى الرئيس المخلوع.