عريضة من أجل منع قيادات التجمع من الترشح لإنتخابات المجلس التأسيسي

مظاهرات عارمة بسوريا وتنكيل بمتظاهرين




 
شهدت عدة مدن وقرى سورية مظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة شارك فيها الآلاف مرددين شعارات تطالب بالديمقراطية وبالحرية، في حين بث معارضون اليوم صورا تظهر عناصر أمن تركل وتنكل بمتظاهرين بمدينة البيضا التابعة لبانياس يوم الثلاثاء الماضي.
في العاصمة دمشق، هتف المئات بالحرية أمام مسجد السلام في حي برزة، وشارك آلاف في مظاهرات في مدينة درعا للمطالبة بالحرية، كما خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة دير الزور تنادي بالحرية.
 أما في مدينة بانياس -التي انسحبت منها قوات الأمن لتحل مكانها وحدات من الجيش- هتف حوالي 1500 شخص بالحرية وفق ما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي بلدة دوما قرب دمشق شارك آلاف السوريين في مظاهرة للمطالبة بالحرية.
وذكرت مواقع ناشطين سوريين على شبكة الإنترنت أن حمص وأدلب واللاذقيةوطرطوس وجبلة والقامشلي وحماة والكسوة شهدت مظاهرات تطالب بالديمقراطية.

نحو 1500 شخص في بانياس رددوا هتافات تطالبة بالحرية والديمقراطية (الجزيرة)
وقال رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا إن سلطات الأمن في بلدة دوما قرب دمشق قامت بتعذيب معتقلين من بينهم ثمانية أطفال بطريقة وحشية.
وأشار محمود مرعي في اتصال هاتفي مع الجزيرة إلى أن قوات الأمن في دوما تتصدى للمتظاهرين بضربهم بالعصى والركل بالأيدي والأرجل، موضحا أن معلومات وصلت إلى منظمته تؤكد إطلاق قوات الأمن النارعلى متظاهرين بمدينة اللاذقية الساحلية مما أدى إلى إصابة ثمانية منهم جروح بعضهم خطيرة.
وتأتي هذه التحركات استجابة لدعوة أطلقها ناشطون سوريون على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي للخروج في مظاهرات جديدة اليوم الجمعة في ما أطلقوا عليه "جمعة الإصرار".
وقال الناشطون على صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011 التي جمعت أكثر من 114 ألف مؤيد، إنهم يدعون لمظاهرة الجمعة في جميع المحافظات السورية "للإصرار على المطالب, وللإصرار على الحرية, وللإصرار على السلمية".
وقد خرج السوريون إلى الشوارع اليوم رغم إصدار الرئيس بشار الأسد مرسومين أمس أولهما يقضي بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة عادل سفر، والثاني يدعو للإفراج عن جميع الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة "ممن لم يرتكبوا أعمالا جرمية يسيئون فيها إلى أمن الوطن والمواطنين".

مظاهرات في القامشلي تطالب بالحرية (رويترز)
ركل واستفزازفي هذه الأثناء بث موقع "شام" السوري المعارض اليوم صورا لما قال إنها عناصر أمنية وهي تقوم بركل واستفزاز متظاهرين تم اعتقالهم في مدينة البيضاء قرب مدينة بانياس الساحلية السورية يوم الثلاثاء الماضي.
وتعليقا على ذلك قال مرعي إن هذه الصور تؤكد على أن السلطات السورية تتعامل بعقلية أمنية مع المتظاهرين، وتقوم بضربهم واعتقال العشرات منهم وتعذيبهم.
كما دعا الرئيس السوري إلى التدخل لحل الأزمة الناشبة في سوريا والاستجابة لمطالب المتظاهرين بإصدار مراسيم فورية وعاجلة بإلغاء قانون الطوارئ والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
اعتقالات وإفراجمن جانب آخر نقلت لجنة حماية الصحفيين في نيويورك عن مسؤولين في محطة  فرانس-كـَلتشَر الإذاعية الفرنسية قولهم إن السلطات السورية اعتقلت المواطن الجزائري سيد مهند.
وأوضح المسؤولون أن مهند صحفي متفرغ يعمل لحساب المحطة وصحيفة لوموند ويعيش في لبنان، ويسافر كثيرا إلى سوريا لتغطية أحداث سياسية وثقافية.
من جهته أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن السلطات السورية أفرجت عن المدون أحمد حذيفة والشاعر محمد محمود ديبو المعتقليْن منذ الشهر الماضي.
200 
منظمة العفو قالت إن مائتين على الأقل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات (رويترز)
قتيلعلى المستوى الحقوقي، أعلنت منظمة العفو الدولية الخميس أن مائتي شخص على الأقل قتلوا منذ بداية الاحتجاجات أغلبهم بأيدي قوات الأمن أو شرطيين بزي مدني، بينما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوى الأمن والمخابرات بتعذيب المتظاهرين الموقوفين.
بدورها قالت هيومن رايتس ووتش في بيان لها إن محامين وناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان وصحفيين دعموا أو شاركوا في المظاهرات ضد النظام، تم توقيفهم.
وأوضحت المنظمة أن اتهاماتها تستند إلى شهادات 19 شخصا، أوقفتهم المخابرات في دمشق ودرعا ودوما والتل وحمص وبانياس، مؤكدة أنها حصلت على فيديو يصور سجناء أفرج عنهم في درعا "يحملون آثار تعذيب على أجسادهم".
وأضافت أن "كافة المعتقلين باستثناء اثنين، أكدوا أنهم تعرضوا للضرب أثناء توقيفهم وخلال فترة اعتقالهم، وأنهم شاهدوا عشرات المعتقلين يضربون أو سمعوا صراخ أشخاص يُضربون".
صدم كهربائيوتعرض المعتقلون -وفق إفاداتهم- للتعذيب "بأجهزة صدم كهربائي وكابلات وسياط" كما احتجزوا في زنازين مكتظة وتم حرمانهم من النوم والغذاء والماء.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن 17 من المعتقلين الـ19 الذين أجرت مقابلات معهم قالوا إن ضباط المخابرات ضربوهم خلال توقيفهم واعتقالهم، وذكروا أنهم رأوا عشرات المعتقلين الآخرين أو سمعوا صراخ أشخاص يتعرضون للضرب.
كما صرح المعتقلون الـ19 بأنهم أجبروا على التوقيع على اعترافات لم يسمح لهم بقراءتها، وعلى التهديد بعدم المشاركة في أية احتجاجات بالمستقبل. ولم يتسن معرفة تعليق أجهزة الأمن على هذه الاتهامات.


المصدر:الجزيرة + وكالات

Share/Bookmark