بن عروس 14 افريل 2011 (وات ) - رغم ما يشهده /حي عيشة/ بالمروج والملقب بحي /الطلاب/ اي المتسولون، من نهضة عمرانية ملحوظة وارتفاع اسعار الاراضي والمباني والمحلات التجارية به فانه ما زال يحيل الى واقع اجتماعي واخلاقي متدهور سمته الرئيسية احتراف عدد من متساكنيه التسول وما ينجر عن ذلك من سلوكات منحرفة.
ويتساءل العارفون بخفايا هذا الحي لماذا تلجأ عائلات من سكانه الى مثل هذا الاسلوب للكسب حتى بعد تحسن أوضاعها المادية بدليل امتلاكها لسيارات ومحلات معدة للكراء.
ويتحدث احد التجار بالحي عن الوضع قائلا // كل صباح ينتشر عشرات من النساء واطفال في عمر الزهور داخل المدن القريبة والبعيدة في مفترقات الطرقات وامام اشارات المرور الضوئية باحثين عن لقمة عيش معرضين انفسهم لشتى انواع الاهانات والمخاطر//.
لكل واحد من المتسولين حكاية يرويها على طريقته وكل حكاية تختلف عن الاخرى غير انها تتفق على قاسم مشترك يتمثل في تعودهم على ممارسة التسول، فأم الخير اتخذت من ابنها الرضيع اداة للتسول واستعطاف المارة حيث لا يسلم احد من الحاحها المتواصل.
وردا عن سؤال عن سبب لجوئها للتسول طأطأت راسها في خجل مصطنع ومدت يديها في صمت تنتظر صدقة.
وفي زاوية احد الانهج وبعد غروب الشمس اطلت متسولة اخرى مدعية معاناتها من اعاقة جسدية وانها لا تستطيع القيام باي عمل يتطلب جهدا. هي امراة في العقد الرابع من العمر تدفع عربة اطفال مهترئة تكاد لا تعرف لونها من الاوساخ العالقة بها مليئة بفواضل بلاستيكية ومعدنية كانت جمعتها من مصب للنفايات بعد يوم كامل من التسول.
وفي تفسيرها لظاهرة التسول التي تمارسها أعداد هامة من متساكني /حي عيشة/أوضحت اخصائية نفسية لمراسل /وات/ بالجهة ان بعض المتسولين ليسوا بأناس أسوياء ويعيشون اضطرابات نفسية اضافة الى انهم تعودوا هذا السلوك نظرا لوجود من يعطف عليهم فيمكنهم من الحصول على مبالغ مالية دون ان يكلفهم ذلك أي عناء.
واضافت ان بعض المتسولين ينتهجون العنف مع الاخرين من منطلق شعورهم بنبذ المجتمع لهم.
ومن الناحية القانونية يعاقب كل من يتخذ من ابنائه وسيلة لاستعطاف الاخرين وكل من يحدث بنفسه عاهة لغاية احتراف مهنة التسول، وفقا لما أكده احمد تمتام حاكم ناحية بمحكة بن عروس.
وحسب رأي المتحدث فان الحل لهذه الظاهرة المستشرية بمختلف أنحاء العالم يكمن في ايجاد اليات تاطير واحاطة بالمتسولين من خلال مدهم برخص تمكنهم من ممارسة المهنة في اماكن مخصصة للغرض وخاضعة للمراقبة.
واكد ان تجارب في هذا المجال طبقت في بعض الدول الاوروبية ولاقت نجاحا كبيرا محذرا من استغلال الاطفال لغاية التسول لما يشكله ذلك من انزلاق نحو الانحراف ومخاطر على مستقبلهم.
وقد دفعت هذه المخاوف عددا من سكان /حي عيشة/ الذين اضطروا لسبب او لاخر للاقامة به الى نقل اطفالهم للدراسة في مؤسسات تربوية في مناطق اخرى لتجنيبهم ما قالوا انه /اختلاط مع اقران لا يريدون كاولياء ان يتطبع أبناؤهم بطبائعهم/.